واتسم التكيّف مع أسلوب العمل في العالم الافتراضي خلال فترة الجائحة بصعوبته في العديد من الحالات بسبب فرض قيود التباعد الاجتماعي، وانعدام اليقين، والظروف المُجهدة عموماً.

ومع ذلك، إلا أن المديرة المشاركة لمنصة “StartAD”، وهي منصة تسريع الأعمال العالمية المدعومة من شركة “تمكين”، والتي تتخذ من جامعة نيويورك أبوظبي مقراً لها، هناء بركات، تؤكد على ضرورة عدم تجاهل النتائج الإيجابية التي شهدناها أيضاً في الفترة ذاتها.

وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت بركات، إن الكثير من الشركات نحجت في التحوّل بشكل سريع، وتغيير نهج أعمالها، وتكييف منتجاتها، وخدماتها مع الظروف القائمة، الأمر الذي منحها الميزة التنافسية التي تحتاج إليها.

ودفعت المعايير الجديدة في السوق الشركات للابتكار، وإعادة تصميم عملياتها على نحو أسهم في زيادة معدلات الكفاءة، وتحسين طرق العمل، مثل الحد من تكاليف السفر، واعتماد الاجتماعات الافتراضية بدلاً من الشخصية.

وأضافت بركات: “كاد الاقتصاد العالمي ينهار لولا توافر التكنولوجيا في غالبية أنحاء العالم”.

وسمحت التكنولوجيا للعديد من الشركات والاقتصادات بتسريع عملية تحولها الرقمي، والانتقال نحو حلول الدفع، والتعاملات القانونية الإلكترونية، مما سرّع من العمليات الأخرى، مثل الاستفادة من قطاع التكنولوجيا المالية وغيرها من الحلول الرقمية، والتي كان التحول إليها سيستغرق عامين أو ثلاثة على الأقل.

وتُقدم التكنولوجيا “رصيداً غير محدود من الإمكانات”، وفقاً لبركات، ولهذا يتوجب على الشركات أن تضع رؤية واستراتيجية واضحتين للاستخدام.

وتتمثل إحدى فوائد التكنولوجيا أيضاً في تحقيق البساطة بمكان العمل، حيث أظهرت دراسات بأن البساطة في مكان العمل تؤثر على نتائج الشركة، إذ تُسهم في تسهيل عملية الابتكار، وزيادة ولاء الموظف على نحو يُساعد بدوره في رفع الأداء الإجمالي للشركة ككل، وفقاً لما ذكرته بركات.

ورغم استحالة التنبؤ بما يحمله المستقبل، إلا أن بركات تعتقد أن التوجهات التكنولوجية والاجتماعية ستواصل دورها في رسم ملامح مستقبل العمل.

الفِرَق الموزعة هي المستقبل

وفرض نقص التقدم التكنولوجي سابقاً ضرورة كون بيئات العمل “مركزية” بدلاً من المرونة، وفقاً لما ذكره المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “PayTabs” (بيتابس) المزودة لحلول الدفع، عبدالعزيز الجوف، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.

وأعطى العصر الرقمي أدوات للشركات من جميع القطاعات، والصناعات، حيث قال الجوف: “بسبب إنترنت الأشياء، يمكننا العمل عن بُعد من أي ركن في العالم”.

ومثل العديد من الشركات، كان لـ”PayTabs” العديد من الموظفين الذين عملوا في مكاتب موزعة على مختلف أنحاء الشرق الأوسط، من القاهرة إلى دبي.

وبسبب جائحة “كوفيد-19″، طبّقت الشركة سياسة العمل عن بعد لضمان سلامة الموظفين. ورغم تغير مكان العمل، إلا أن الجوف أكد أن مستويات الإنتاجية لم تتغير، خاصة أن الشركة وفرت منصات التكنولوجيا، والبنية التحتية، والأجهزة المناسبة لضمان استمرارية أعمالها.

وكانت فِرَق الشركة الهندسية مجهزة بشكل جيد لأداء مهامها أثناء العمل عن بُعد بفضل التكنولوجيا.

كما تمكنت أنظمة وإجراءات الدفع لدى الشركة في دعم العملاء والشركاء بسلاسة حتى خلال ذروة الجائحة في مارس/آذار من عام 2020.

ويرى الجوف أن الفِرَق الموزعة هي المستقبل، أي الموظفين الذين يعملون عن بعد في جميع أنحاء العالم، بدلاً من التمركز في مكان واحد.